سيرة حياة عظيمة لكاردينال وبطريرك الكنيسة الكاثوليكية


ولد أنطون نجيب فهمي حبشي بالمنيا بمدينة سمالوط في 18 مارس 1935م من أصل والدان من قري أسيوط واستقروا في المنيا ثم بني سويف وسمالوط طويلا ثم مصر الجديدة حيث توفي الوالدان .

درس الابتدائية في مدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات ببني سويف وأكمل في مدرسة الآباء اليسوعيين الابتدائية،

بالفجالة ثم درس بالمعهد الإكليريكي بطنطا ودرس بكلية القديس لويس للآباء الأفريكان حتي الثانوية العامة عام 1950م ،

ثم درس أولي فلسفة بإكليريكية طنطا وأكمل الفلسفة وأولي لأهوت بالمعادي ثم أرسل بعثة دراسية لتكملة اللاهوت بالجامعة الأوربانية بروما،

ثم أدي الخدمة العسكرية في سلاح المشاة عام 1959- 1960م وتأثر بأسرته التي زرعت فيه الحفاظ علي الصلاة الأسرية اليومية وقراءة سير القديسين والارتباط الوثيق بالكنيسة ومحبة وضيافة الكهنة ومساعدة الفقراء،

كذلك تأثر بمطارنة المنيا الأنبا جرجس البركة والأنبا بولس نصير والأنبا اسحق غطاس،

ومن القديسين الذين ترك أثر وتشكيل في حياته القديس جان ماري فياني (خوري آرس) والقديس فرنسيس الأسيزي والقديسة تريزا الطفل يسوع،

سيم كاهنا باسم الأب أنطون نجيب في 30 أكتوبر 1960 عيد يسوع الملك بكاتدرائية المنيا علي يد المتنيح الأنبا بولس نصير،

وعين راعيا لكنيسة ملكة السلام بالفكرية حتي أغسطس 1961م ،

ثم أرسله الرؤساء إلي الدراسات التكميلية بروما وعاد عام 1964م بالتخصصات الأتية : بكالوريوس اللاهوت من الجامعة الأوربانية ، ودبلوم علم الاجتماع الديني من مركز متخصص للتنمية في الدول النامية . ليسانس الكتاب المقدس من معهد الكتاب المقدس البابوي،

تم تكليفه بتدريس الكتاب المقدس بجميع فروع المعهد الإكليريكي بالمعادي حتي سبتمبر 1977م أي عشر سنوات في خدمة الإكليريكية،

بعد انتقال مثلث الرحمات الأنبا اسحق غطاس إلي السماء في يونيو 1977م وقع اختيار السينودس المقدس علي الأب أنطون نجيب ليكون مطران لكرسي المنيا وتمت سيامته الأسقفية في 9/9/1977م واختار شعارا له (نعمل الحق بالمحبة) بدأ خدمته الأسقفية بتطوير أساليب الرعاية الرعوية والاهتمام بالتكوين والتثقيف الديني وتثبيت أواصر الشركة والتعاون بين الإكليروس والعلمانيين ووضع مناهج التعليم المسيحي وتنظيم المؤتمرات والندوات والمشاركة في الخدمات الاجتماعية وتثقيف الإكليروس وتكوين أفراد الشعب المسيحي والتكوين الدائم للكهنة والطلبة الإكليريكيين والاهتمام بالمجالس الكنسية وتنظيمها والتكوين والندوات الصيفة للشباب،

وفي فترة أسقفيته بالمنيا أعاد تجديد وبناء معظم الكنائس بالإيبارشية مغاغة وبني مزار وسمالوط وبردنوها وأبوان وطوة ونزلة غطاس والكاتدرائية بالمنيا وجاهين والراعي الصالح والحواصلية ومنسافيس والفكرية ومنهري ونجع الدك وبني عبيد والبربا الكبري والبدرمان وحنا أيوب ودلجا،

كما أقام مراكز خدمات ومستشفيات في معظم القري وعيادات علاجية ومدارس نموذجية تابعة للمطرانية ودار للطالبات ودور مؤتمرات وحدائق وملاعب وفندق سلامة ناشد للندوات بسمالوط ومزرعة شوشة غرب سمالوط للإصلاح الزراعي ومزارع ومقر لأصحاب الاحتياجات الخاصة،

وأصدر عدد من المؤلفات من كتب ومقالات في المجلات الكاثوليكية كالصلاح وصديق الكاهن ورسالة الكنيسة،

واشترك في ترجمة المجمع الفاتيكاني الثاني واشترك في الترجمة المسكونية الموحدة للكتاب المقدس كما أشرف واشترك في ترجمة معجم اللاهوت الكتابي،

ومع كل هذه الأعمال الروحية والاجتماعية والثقافية نجد الأنبا أنطونيوس نجيب أنه أقرب إلي الصمت منه إلي الرغبة في الكلام أنه العامل الصامت الأنيق المتجرد الملتزم الحازم الدقيق والرقيق في معاملاته واحترام الآخر مهما كان،

وبعد شهر واحد من احتفاله باليوبيل الفضي الأسقفي تقدم نيافته للسينودس المقدس بطلب إعفائه من إدارة ايبارشية المنيا نظرا لظروفه الصحية مقدما للجميع مثالا في التواضع وحب الكنيسة،

واستمرارا في التفاني قبل نداء الرب الذي جدد له النداء لخدمة الكنيسة القبطية الكاثوليكية جمعاء حينما وقع اختار آباء السينودس علي نيافته لخلافة البطريرك الكردينال الأنبا اسطفانوس الثاني غطاس عقب استقالته في مارس 2006،

وتم تجليسه بطريركا علي الكنيسة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بكاتدرائية سيدة مصر في الأول من مايو 2006م علي يد أصحاب الغبطة والنيافة الأنبا اسطفانوس الثاني غطاس البطريرك الشرفي والأنبا مرقس حكيم مطران سوهاج الشرفي والأنبا يوحنا قلتة المعاون البطريركي والأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط والأنبا يؤانس زكريا مطران الأقصر والأنبا مكاريوس توفيق مطران الإسماعيلية والأنبا ابراهيم اسحق مطران المنيا والأنبا انطونيوس عزيز مطران الجيزة والأنبا يوسف ابو الخير مطران سوهاج بحضور بطاركة وأساقفة الكنيسة الكاثوليكية ومندوب عن قداسة البابا بندكتوس 16 .

نقلا عن الأب مرقس يوسف

print